الشاعرة الكبيرة والإنسانة " إمهاء مكاوي" صوت الشعر النسائي المغربي عبر إصدارات أدبية وشعرية جديدة/عبد الرحيم هريوى / خريبكة اليوم/المغرب






الشاعرة الكبيرة  والإنسانة " إمهاء مكاوي" صوت الشعر النسائي المغربي عبر إصدارات أدبية وشعرية جديدة


عبد الرحيم هريوى

خريبكة اليوم

المغرب


 

وأنا في بداية الكتابة لهذا المنشور،تذكرت عبد الفتاح كيليطو وهو يستيقظ من نوعه على همس يهمس في أذنه وكأن ابن رشد يقول له لغتنا الأعجمية .فلما استيقظ من فراشه ظلت تلك الكلمات تعمل عملها في ذهنه..وصار يتساءل :


  • وهل ابن رشد لغته الأعجمية بل العربية مما أثار حفيظته الفكرية كي يدخل غمار صفحات في عنوان صار ينشده لعلها تتحول لكتاب على حد قول بودلير..ولكن ذلك لا يأتي من فراغ .السيد مهووس بالتراث الأدبي القديم .مما جعلهم - أي الكتاب القدماء - يلاحقونه حتى وهو في فراشه ؛ولا عجب..


فتلك قصتي مع الشعر وعوالمه التي ترافقنا للغرف المظلمة .وصدق الشاعر حسن نجمي لما قال :كم من شاعر يكتب قصائده ،وهو يمشي بالغابة ،ولما ينتهي من كتابتها تبقى سجينة صدره حتى تتاح له فرصة الرسم على واجهة البياض وتخرج للوجود في صورتها الكاملة..


  • فكم مرة كنبنا قصائدنا في غرف النوم وسط غياهب الظلام.وفي الصباح أعدنا صياغتها على الورق..!


لعل كل إنسان منا مولوع بشيء في هذه الحياة يعشقه،ويقدم كل التضحيات من أجله. ويأخذ من تفكيره مسافة زمنية طويلة، كي يتواجد بروحه وتصوفه وزهده من أجل إشباع رغباته التي تكبر كلما كبر في ذاك الحقل الأدبي أو الفني الذي يعشقه..!


لكل ذلك فحبي العميق للشعر أمسى كظل من الظلال الخفية التي ترافقني في حياتي..وعادة ما يقدم لي بعض المفاجآت السارة التي عن طريقها ازداد عشقا وولعا بحبه الجميل..

فما أعظم الإنسان حينما يشعر بأن المحبوب يبادله نفس الشعور وأكثر..!

فنحن لم نأت للقصيدة من بابها الخلفي متسللين كطفلين نبغي شهوة البطن وملذات المعدة، بل جئنا للبيت العامر من الباب الكبير، كضيوف كرام نشاركها ما لذ وطاب من حلاوة وشهد عسل من رحيق الكلمات والجمل الشعرية التي تحيي فينا نغمة الحياة وعشقها.و بلغتها الإنسانية وفلسفة الشعراء والشواعر في كل زمان..!


واليوم؛ وبدون الغوص أكثر في عالم الشعروالشعراء والشواعر.. وباقي التنبؤات..لقد كانت المفاجأة شعرية من بين جبال الريف ومن أراضي تطوان العزيزة، حمامة بيضاء بثقة وثقافة لغوية يطلبها الشعر..وهي تنشد لغة الشعر والشواعر بقلبها وذكائها الشاعري، وسعة ثقافتها، وحمولتها الفكرية والثقافية، وتكوينها العلمي،مما يجعلها تحمل خفايا من ظلال الوضعية المنطقية التي تعطي مكانة للفلسفة عبر تحليل اللغة والرموز..وقد لا يخلق الشاعر شاعرا إلا بثقافة اللغة ،ومن منا لم يقرأ للنوابغ في أدبنا القديم من الشعراء. وحتى عبد الفتاح كيليطو أعادنا لهم عبر تاريخنا الأدبي القديم.و عبر كتاباته الراقية "الأدب والغرابة "نموذجا..وهو يأخذنا في جولة من جولاته الفكرية والثقافية ،قل مثيلها ..كي نعيش لنا ساعات طوال من متعة القراءة التي نطلبها في هكذا بحوث ودراسات علمية وفكرية وأدبية وفلسفية ..كي نجد ذواتنا بين ضروب حياة كتاب وشعراء كبار في زمنهم، ويقول :


  • كتب الكثير عن الشعر القديم ،إلا أن هناك ميدانا ما يزال ينتظر من يدرسه،وهذا الميدان هو الشاعر..الشاعر ينطق بالشعر للتعبير عن نفسيته ومتطلبات الزمن الذي يعيش فيه،وعلاوة فإن القدماء انتبهوا إلى الدوافع التي تنطق الشاعر فقالوا:


  • آمرؤ القيس ينشط لقول الشعر إذا ما ركب

  • وزهير إذا رغب 

  • والأعشى إذا طرب

  • والنابغة الذبياني إذا رهب


لذلك لا يكون الشاعر شاعرا إذا ما شعر بأن شيء خفي يجذبه للقصيدة ،ويحس أن في دواخله طاقة لا يمكن أن تعبر عن نفسها إلا عبر القصيدة الشعرية ،وفي لحظات نكتبها تحت الألم وكثرة الجراح التي تنزف بفعل صروف الحياة ،وحينما تكون جهنم هم الآخرون جون بول سارتر..


الشعر يطاردني بحب ..لذلك عادة ما نتوصل بكتابات شعرية أقرأها كي تقرأني .وصدق صديقنا الجميل والناقد صلاح بوسريف لما قال:

- لم يكتب أحد عن الشعر أفضل من الشعراء أنفسهم.لأنهم أهل البيت .وسكان القصيدة أي أهل مكة بتعبيرنا المجازي.وللأسف الذين ينتقدون الشعر ليسوا بشعراء، بل هم يتواجدون خارج البيت.وللبيت أسراره،و لا يعرفها إلا ساكنته بالضبط..


ستكون لي رحلة مع شاعرة ذاع صيتها وصدقت بلغة  الشعرعبر ما جادت به قريحتها عبر فضاءات إعلامية وأخرى ثقافية واجتماعية وتربوية تجوبها ..وعرفت بنظمها الغزير.. وجودة عطائها..وقد أكون من رعايا مملكة الشعر بل عضو من حكومتها لذلك لعبت الأقدار وشغفي الشعري بأن أتوصل من أراضي الحمامة البيضاء بتلكم الإصدارات للشاعرة التطوانية الأستاذة" إمهاء مكاوي" مشكورة وقد وقعت بآسمي ،وإن دل ذلك عن شيء ، فإنما يدل على انتمائي الفيزيقي لأراضي الشعر ومحميته.لذلك فإنني أساهم بالقليل في تنشيط عام؛ للترويج للاهتمام بالشعر كتابة وقراءة وتقاسما وتدوينا.. 

ويبقى الشعر يحمل صور كاتبه،وقضاياه المجتمعية والفكرية والفلسفية والسياسية والروحية  / الصوفية ..


وآمل عند النهاية من قراءة هذه الإصدارات الأدبية أن نكتب في شأنها ما نراه يناسب مقامها وما حملته نصوصها تلك  من حياة خاصة للشاعرة عينها لا بد بأن نعطيها نفسا عبر حيوات جديدة وصدق محمود درويش لما قال ليس هناك موت بل هي أرواح تغير شكلها..



كل الشكر للشاعر والإنسانة الأستاذة  "إمهاء مكاوي" المثقفة والأديبة الكبيرة التي كبرت صورتها في الساحة الإعلامية والأدبية والثقافية وما نزكيه من جانبنا إلا المزيد من الإشعاع بنور الفكر وحداثته المواكبة لكل التغييرات المجتمعية والتواصلية التي نعيشها اليوم عبر تواصلنا اليوم عبر حجاب إلكتروني سميك ..













تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى