حقولنا يحييها ربنا عز وجل بعد ٱصفرارها،ويرسل السماء مدرارا..!!! بقلم عبد الرحيم هريوى
بقلم عبد الرحيم هريوى
يقول تعالى : وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِنۢ بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُۥ ۚ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ
ويقول أيضا : وَيَٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ
ويقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة نوح
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾
وأنا اليوم في زيارتي لبلدتي بجماعة المفاسيس،بإقليم خريبكة في جولة مسائية، بعدما أكون قد زرتها سابقا وأحسست حينذاك بألم يعصر كياني العميق،وأنا أطلق عنان بصري لحقول تبكي حالها لربها، وهي التي لاذنب لها..وهي تحترق بشكل دراماتيكي مقلق وغلب عليها الاصفرار،وأي ٱصفرار ذاك ..هو صورة من صور الموت البطئ ..ما كان لقلبي حينها إلا أن يستحضر عظمة القوي العزيز ..الجبار.. القادر.. المهيمين.. القاهر..وأنا أعيد عبر استحضار ذهني لأكثر من موقف بقرآننا المجيد،والذي فيه ما فيه من الدروس والعبر والذكر الحكيم ،وفيه آيات من سلطان رب العالمين،وما فعله بالأقوام الذين سبقونا.. ولم يؤمنوا بوحدانيته مما جعلهم عرضة للعقاب الدنيوي، كنقص في الثمرات والمطر والأوبئة والأمراض،لكن أمة محمد عليه الصلاة والسلام والحمد لله إذا ما حزبها أمر واشتد بها الضيق ..قالت اللهم يا رب السموات والأرض ..ويا من تسجد وتسبح له كل المخلوقات بأن ترفع عنا مقتك و غضبك عنا وتشملنا برحمته..
ولما تأخر القطر قلنا بقلوب المؤمنين المحتاجين لرحمته :
اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت ..!
وها هو شهر مارس وبحلوله وقد أرسل لنا ربنا السماء مدرارا،وأحيا لنا حقولنا بعد موتها،وبسرعة قياسية صرنا نعيش فصل الربيع الزاهر، وقد كسبت الأرض خضرتها،وتسمع صوت الزريع وبودرس وباقي الطيور التي كنا نعرفها بأسمائها ونحن أطفال صغار، وهي تنشد بأصواتها الجميلة أنشودة الربيع،وتحمد ربها على عطائه الذي لا ينفذ أبدا وله خزائنه لا يعلمها إلا هو..
- فالحمد لله ما ارتفعت السماء على الأرض..!
- والحمد لله أخرى ما جرى ماء البحر عبر المحيطات ..!
تعليقات
إرسال تعليق