وانت تكتب نصك في آخر الليل -عبد الرحيم -خريبكة اليوم- المغرب
وانت تكتب نصك في آخر الليل
وكلهم قد ناموا إلا أنت
تكتب وتسمع صوت الصمت
ترخي السمع فتسمع ٱسمك أنت
وقد حذف بعض حروفه
تتعوذ من كل الشياطين وتنتهي مهمتك
الصمت يحيط بك من كل مكان
ولا وجود للحياة وكلهم ناموا
أنت لوحدك تعيد ترتيب الزمان
والنوم بعيد عن جفنيك
ترسم حياة جديدة في صمت
تسافر عبر أزقة وشوارع
وتناجي بصمتك
كي تنتسب لعالمك الأنيق،فلا بد لك من لباس رسمي، وربطة عنق، وقميص مثير، وسط عرمرم قوم من البهرجة و الشكليات والرسميات و الأضواء والكاميرات والفلاشات.. لكي تروج لشخصك الكبير، وكل من معك من النخبة في صورة رسمية بشارة من عميد الفريق ..!
الأنانية تكبر في نفسي حينما أمرض بغرور يجرني لحافة صوب المنحدر الأخير
حين أرى بأن نجوم السماء لا تتسع سوى غيري
حين أرى صورتي الجميلة على سطح الماء
وأخرج في كل يوم على واجهة حائطي الأزرق بلباس جديد وألوان من الصباغة توقفت حركة الوطن من أجل أن ينتظرون خروجي للعلن
ما أقبح الغرور حينما يفتك بنا
وما أرذل الأنانية حينما نتشبع بها في حياتنا
كل الفلاسفة احتاروا في هذا المخلوق العجيب
وعنه تنافسوا
في قراءته
وفي تفكيره
وفي عنفوانه
وفي تجبره
وفي سطوته
وفي أنانيته
وفي غروره
وفي معتقداته
وفي أحلامه
وفي كينونته
وفي أساطيره
وفي حريته ..وحبه..وسعادته..وجهله..وعلمه..وأحلامه الصغرى والكبرى
ولكن في الأخير فما أقبح الإنسان
وما أخطره على نفسه والعالم
قد نكون نحن السعداء على خطوتين على الرصيف
قد نكون كذلك بعيدا عن آذان للسمع تصيخ
قد نكون نحن السعداء حينما نستأنف الحياة
وحين نستكين بضعف لجريان الطقوس
كل شيء نحمله لذكرى يواسينا بأثر الجروح
نكتب ونطيل مد الحروف
نحتسي كأس قهوة ونسبح بعيون الخوف
العالم كله يهتز من تحت أقدامنا
تعليقات
إرسال تعليق